من اجمل ما قرأت...... ابن زريق البغدادي
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من اجمل ما قرأت...... ابن زريق البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن زريق البغدادي: ( أبي الحسن علي بن زريق الكاتب البغدادي )
شاعر قتله طموحه ، يعرفه دارسو الأدب ومحبوه ، لكنهم لايعرفون له غير هذا الاثر الشعري الفريد يتناقله الرواة، وتُعنى به الدواوين الشعر العربي .
فإذا ما تساءلنا عن الشاعر ، و عن سائر شعره ، فلن نظفر من بين ثنايا الصفحات بغير بضعة سطور ، تحكي لنا مأساة الشاعر العباسي (ابن زريق البغدادي)
الذي ارتحل عن موطنه الأصلي في بغداد قاصدا بلاد الأندلس..
عله يجد فيها لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره..ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب ، ويخلص لها وتخلص له كل الاخلاص، من أجلها يسافر ويهاجر ويغترب، وفي الأندلس يجاهد الشاعر ويكافح من أجل تحقيق الحلم لكن التوفيق لا يصاحبه ، والحظ لا يبتسم له ، ويمرض ، ويشتد به المرض ثم تكون نهايته في الغربة ..
((ذ كر ابن السمعاني لهذه القصيدة قصة عجيبة فروى:
أن رجلا من أهل بغداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي وتقرب إليه بنسبه فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره فأعطاه شيئا نزراً فقال البغدادي إنا لله وإنا إليه راجعون سلكت البراري والقفار والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر فانكسرت إليه نفسه فاعتل ومات وشغل عنه الأندلسي إياما ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه فانتهوا إلى الخان الذي هو فيه وسألوا الخانية عنه فقالت إنه كان في هذا البيت ومذ أمس لم أبصره فصعدوا فدفعوا الباب فإذا هو ميت وعند رأسه رقعة فيها مكتوب:
لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
وذكر أبياتا من القصيدة غير تامة
قال فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته وقال وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي وكان في رقعة الرجل منزلي ببغداد في الموضع الفلاني المعروف بكذا والقوم يعرفون بكذا فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وعرفهم موت الرجل ))
ويضيف الرواة بعدا جديدا للمأساة ، فيقولون إن هذه القصيدة التي لا يعرف له شعر سواها وجدت معه عند موته سنة 420 من الهجرة ، يخاطب فيها زوجته ، ويؤكد لها حبه حتى الرمق الأخير من حياته.
ويترك لنا-نحن قراءه من بعده- خلاصة أمينة، لتجربته مع الغربة والرحيل، من أجل الرزق ، وفي سبيل زوجته التي نصحته بعدم الرحيل فلم يستمع لها.
وهو في ختام القصيدة نادم..حيث لم يعد ينفع الندم أو يجدي ..متصدع القلب من لوعة وأسى حيث لا أنيس ولا رفيق معين.
والمتأمل في قصيدة ابن رزيق البغدادي لابد له أن يكتشف على الفور رقة التعبير فيها ، وصدق العاطفة وعمق التجربة .
فهي تنم عن أصالة شاعر مطبوع له لغته الشعرية المتفردة ، وخياله الشعري الوثاب، وصياغته البليغة المرهفة
لا تَعذَلِـيـه فَــإِنَّ الـعَـذلَ يُولِـعُـهُ... قَـد قَلـتِ حَقـاً وَلَكِـن لَيـسَ يَسمَعُـهُ
جـاوَزتِ فِـي لَومـهُ حَـداً أَضَـرَّبِـهِ... مِـن حَيـثَ قَـدرتِ أَنَّ اللَـومَ يَنفَعُـهُ
فَاستَعمِلِـي الرِفـق فِـي تَأِنِيبِـهِ بَـدَلاً... مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنـى القَلـبِ مُوجعُـهُ
قَـد كـانَ مُضطَلَعـاً بِالخَطـبِ يَحمِلُـهُ... فَضُيَّقَـت بِخُطُـوبِ المَهـرِ أَضلُـعُـهُ
يَكفِيـهِ مِـن لَوعَـةِ التَشتِيـتِ أَنَّ لَــهُ... مِـنَ النَـوى كُـلَّ يَـومٍ مـا يُروعُـهُ
مـا آبَ مِــن سَـفَـرٍ إِلّا وَأَزعَـجَـهُ... رَأيُ إِلـى سَـفَـرٍ بِالـعَـزمِ يَزمَـعُـهُ
كَأَنَّمـا هُـوَ فِــي حِــلِّ وَمُرتـحـلٍ... مُـوَكَّـلٍ بِفَـضـاءِ الـلَـهِ يَـذرَعُـهُ
إِنَّ الزَمـانَ أَراهُ فـي الرَحِيـلِ غِـنـىً... وَلَو إِلى السَـدّ أَضحـى وَهُـوَ يُزمَعُـهُ
تـأبـى المطـامـعُ إلا أن تُجَـشّـمـه... للـرزق كـداً وكـم مـمـن يـودعُـهُ
وَمـا مُجـاهَـدَةُ الإِنـسـانِ تَوصِـلُـهُ... رزقَـاً وَلادَعَــةُ الإِنـسـانِ تَقطَـعُـهُ
قَـد وَزَّع اللَـهُ بَيـنَ الخَلـقِ رزقَهُـمُ... لَـم يَخلُـق اللَـهُ مِـن خَلـقٍ يُضَيِّعُـهُ
لَكِنَّهُـم كُلِّفُـوا حِرصـاً فلَسـتَ تَـرى... مُستَرزِقـاً وَسِـوى الغـايـاتِ تُقنُـعُـهُ
وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت... بَغِـيُ أَلّا إِنَّ بَغـيَ المَـرءِ يَصـرَعُـهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِـن حَيـثُ يَمنَعُـه... إِرثـاً وَيَمنَعُـهُ مِـن حَيـثِ يُطمِـعُـهُ
اِستَودِعُ اللَـهَ فِـي بَغـدادَ لِـي قَمَـراً... بِالكَـرخِ مِـن فَلَـكِ الأَزرارَ مَطلَـعُـهُ
وَدَّعـتُـهُ وَبــوُدّي لَــو يُوَدِّعُـنِـي... صَفـوَ الحَـيـاةِ وَأَنّــي لا أَودعُــهُ
وَكَم تَشبَّثَ بـي يَـومَ الرَحيـلِ ضُحَـىً... وَأَدمُـعِـي مُسـتَـهِـلّاتٍ وَأَدمُـعُــهُ
لا أَكُذب اللَهَ ثـوبُ الصَبـرِ مُنخَـرقٌ... عَـنّـي بِفُرقَـتِـهِ لَـكِـن أَرَقِّـعُــهُ
إِنّـي أَوَسِّـعُ عُـذري فِــي جَنايَـتِـهِ... بِالبيـنِ عِنـهُ وَجُـرمـي لا يُوَسِّـعُـهُ
رُزِقـتُ مُلكـاً فَلَـم أَحسِـن سِياسَـتَـهُ... وَكُـلُّ مَـن لا يُسُـوسُ المُلـكَ يَخلَعُـهُ
وَمَـن غَـدا لابِسـاً ثَـوبَ النَعِيـم بِـلا شَكـرٍ... عَلَيـهِ فَــإِنَّ الـلَـهَ يَنـزَعُـهُ
اِعتَضتُ مِن وَجـهِ خِلّـي بَعـدَ فُرقَتِـهِ... كَأسـاً أَجَـرَّعُ مِنهـا مــا أَجَـرَّعُـهُ
كَم قائِـلٍ لِـي ذُقـتُ البَيـنَ قُلـتُ لَـهُ... الذَنـبُ وَاللَـهِ ذَنبـي لَسـتُ أَدفَـعُـهُ
أَلا أَقمـتَ فَـكـانَ الـرُشـدُ أَجمَـعُـهُ... لَـو أَنَّنِـي يَـومَ بـانَ الرُشـدُ اتبَـعُـهُ
إِنّــي لَأَقـطَـعُ أيّـامِـي وَأنفِـذها... بِحَسـرَةٍ مِنـهُ فِـي قَلـبِـي تُقَطِّـعُـهُ
بِمَـن إِذا هَجَـعَ الـنُـوّامُ بِــتُّ لَــهُ... بِلَوعَـةٍ مِنـهُ لَيلـى لَـسـتُ أَهجَـعُـهُ
لا يَطمِئـنُّ لِجَنبـي مَضـجَـعُ وَكَــذا... لا يَطمَئِـنُّ لَـهُ مُـذ بِنـتُ مَضجَـعُـهُ
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني بـــه... ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه
حَتّـى جَـرى البَيـنُ فِيمـا بَينَنـا بِيَـدٍ عَسـراءَ تَمنَعُنِـي حَـظّـي وَتَمنَـعُـهُ
حَتّـى جَـرى البَيـنُ فِيمـا بَينَنـا بِيَـدٍ... عَسـراءَ تَمنَعُنِـي حَـظّـي وَتَمنَـعُـهُ
فِي ذِمَّـةِ اللَـهِ مِـن أَصبَحَـت مَنزلَـهُ... وَجـادَ غَيـثٌ عَلـى مَغنـاكَ يُمرِعُـهُ
مَـن عِنـدَهُ لِـي عَـهـدُ لا يُضيّـعُـهُ... كَمـا لَـهُ عَهـدُ صِـداقٍ لا أُضَيِّـعُـهُ
وَمَـن يُـصَـدِّعُ قَلـبـي ذِكــرَهُ وَإِذا... جَـرى عَلـى قَلبِـهِ ذِكـري يُصَدِّعُـهُ
لَأَصـبِـرَنَّ لِـدهرٍ لا يُمَتِّـعُـنِـي بِـهِ... وَلا بِـيَ فِــي حــالٍ يُمَتِّـعُـهُ
عِلماً بِـأَنَّ اِصطِبـاري مُعقِـبُ فَرَجـاً... فَأَضيَـقُ الأَمـرِ إِن فَكَّـرتَ أَوسَـعُـهُ
عَسى اللَيالـي الَّتـي أَضنَـت بِفُرقَتَنـا... جِسمـي سَتَجمَعُنِـي يَومـاً وَتَجمَـعُـهُ
وَإِن تُـغِـلُّ أَحَــدَاً مِـنّـا مَنـيَّـتَـهُ... فَمـا الَّـذي بِقَضـاءِ الـلَـهِ يَصنَـعُـهُ
ارجو ان ينال رضاكم
ارق التحايا
sly boy
ابن زريق البغدادي: ( أبي الحسن علي بن زريق الكاتب البغدادي )
شاعر قتله طموحه ، يعرفه دارسو الأدب ومحبوه ، لكنهم لايعرفون له غير هذا الاثر الشعري الفريد يتناقله الرواة، وتُعنى به الدواوين الشعر العربي .
فإذا ما تساءلنا عن الشاعر ، و عن سائر شعره ، فلن نظفر من بين ثنايا الصفحات بغير بضعة سطور ، تحكي لنا مأساة الشاعر العباسي (ابن زريق البغدادي)
الذي ارتحل عن موطنه الأصلي في بغداد قاصدا بلاد الأندلس..
عله يجد فيها لين العيش وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره..ويترك الشاعر في بغداد زوجة يحبها وتحبه كل الحب ، ويخلص لها وتخلص له كل الاخلاص، من أجلها يسافر ويهاجر ويغترب، وفي الأندلس يجاهد الشاعر ويكافح من أجل تحقيق الحلم لكن التوفيق لا يصاحبه ، والحظ لا يبتسم له ، ويمرض ، ويشتد به المرض ثم تكون نهايته في الغربة ..
((ذ كر ابن السمعاني لهذه القصيدة قصة عجيبة فروى:
أن رجلا من أهل بغداد قصد أبا عبد الرحمن الأندلسي وتقرب إليه بنسبه فأراد أبو عبد الرحمن أن يبلوه ويختبره فأعطاه شيئا نزراً فقال البغدادي إنا لله وإنا إليه راجعون سلكت البراري والقفار والمهامه والبحار إلى هذا الرجل فأعطاني هذا العطاء النزر فانكسرت إليه نفسه فاعتل ومات وشغل عنه الأندلسي إياما ثم سأل عنه فخرجوا يطلبونه فانتهوا إلى الخان الذي هو فيه وسألوا الخانية عنه فقالت إنه كان في هذا البيت ومذ أمس لم أبصره فصعدوا فدفعوا الباب فإذا هو ميت وعند رأسه رقعة فيها مكتوب:
لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه
وذكر أبياتا من القصيدة غير تامة
قال فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته وقال وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي وكان في رقعة الرجل منزلي ببغداد في الموضع الفلاني المعروف بكذا والقوم يعرفون بكذا فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وعرفهم موت الرجل ))
ويضيف الرواة بعدا جديدا للمأساة ، فيقولون إن هذه القصيدة التي لا يعرف له شعر سواها وجدت معه عند موته سنة 420 من الهجرة ، يخاطب فيها زوجته ، ويؤكد لها حبه حتى الرمق الأخير من حياته.
ويترك لنا-نحن قراءه من بعده- خلاصة أمينة، لتجربته مع الغربة والرحيل، من أجل الرزق ، وفي سبيل زوجته التي نصحته بعدم الرحيل فلم يستمع لها.
وهو في ختام القصيدة نادم..حيث لم يعد ينفع الندم أو يجدي ..متصدع القلب من لوعة وأسى حيث لا أنيس ولا رفيق معين.
والمتأمل في قصيدة ابن رزيق البغدادي لابد له أن يكتشف على الفور رقة التعبير فيها ، وصدق العاطفة وعمق التجربة .
فهي تنم عن أصالة شاعر مطبوع له لغته الشعرية المتفردة ، وخياله الشعري الوثاب، وصياغته البليغة المرهفة
لا تَعذَلِـيـه فَــإِنَّ الـعَـذلَ يُولِـعُـهُ... قَـد قَلـتِ حَقـاً وَلَكِـن لَيـسَ يَسمَعُـهُ
جـاوَزتِ فِـي لَومـهُ حَـداً أَضَـرَّبِـهِ... مِـن حَيـثَ قَـدرتِ أَنَّ اللَـومَ يَنفَعُـهُ
فَاستَعمِلِـي الرِفـق فِـي تَأِنِيبِـهِ بَـدَلاً... مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنـى القَلـبِ مُوجعُـهُ
قَـد كـانَ مُضطَلَعـاً بِالخَطـبِ يَحمِلُـهُ... فَضُيَّقَـت بِخُطُـوبِ المَهـرِ أَضلُـعُـهُ
يَكفِيـهِ مِـن لَوعَـةِ التَشتِيـتِ أَنَّ لَــهُ... مِـنَ النَـوى كُـلَّ يَـومٍ مـا يُروعُـهُ
مـا آبَ مِــن سَـفَـرٍ إِلّا وَأَزعَـجَـهُ... رَأيُ إِلـى سَـفَـرٍ بِالـعَـزمِ يَزمَـعُـهُ
كَأَنَّمـا هُـوَ فِــي حِــلِّ وَمُرتـحـلٍ... مُـوَكَّـلٍ بِفَـضـاءِ الـلَـهِ يَـذرَعُـهُ
إِنَّ الزَمـانَ أَراهُ فـي الرَحِيـلِ غِـنـىً... وَلَو إِلى السَـدّ أَضحـى وَهُـوَ يُزمَعُـهُ
تـأبـى المطـامـعُ إلا أن تُجَـشّـمـه... للـرزق كـداً وكـم مـمـن يـودعُـهُ
وَمـا مُجـاهَـدَةُ الإِنـسـانِ تَوصِـلُـهُ... رزقَـاً وَلادَعَــةُ الإِنـسـانِ تَقطَـعُـهُ
قَـد وَزَّع اللَـهُ بَيـنَ الخَلـقِ رزقَهُـمُ... لَـم يَخلُـق اللَـهُ مِـن خَلـقٍ يُضَيِّعُـهُ
لَكِنَّهُـم كُلِّفُـوا حِرصـاً فلَسـتَ تَـرى... مُستَرزِقـاً وَسِـوى الغـايـاتِ تُقنُـعُـهُ
وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت... بَغِـيُ أَلّا إِنَّ بَغـيَ المَـرءِ يَصـرَعُـهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِـن حَيـثُ يَمنَعُـه... إِرثـاً وَيَمنَعُـهُ مِـن حَيـثِ يُطمِـعُـهُ
اِستَودِعُ اللَـهَ فِـي بَغـدادَ لِـي قَمَـراً... بِالكَـرخِ مِـن فَلَـكِ الأَزرارَ مَطلَـعُـهُ
وَدَّعـتُـهُ وَبــوُدّي لَــو يُوَدِّعُـنِـي... صَفـوَ الحَـيـاةِ وَأَنّــي لا أَودعُــهُ
وَكَم تَشبَّثَ بـي يَـومَ الرَحيـلِ ضُحَـىً... وَأَدمُـعِـي مُسـتَـهِـلّاتٍ وَأَدمُـعُــهُ
لا أَكُذب اللَهَ ثـوبُ الصَبـرِ مُنخَـرقٌ... عَـنّـي بِفُرقَـتِـهِ لَـكِـن أَرَقِّـعُــهُ
إِنّـي أَوَسِّـعُ عُـذري فِــي جَنايَـتِـهِ... بِالبيـنِ عِنـهُ وَجُـرمـي لا يُوَسِّـعُـهُ
رُزِقـتُ مُلكـاً فَلَـم أَحسِـن سِياسَـتَـهُ... وَكُـلُّ مَـن لا يُسُـوسُ المُلـكَ يَخلَعُـهُ
وَمَـن غَـدا لابِسـاً ثَـوبَ النَعِيـم بِـلا شَكـرٍ... عَلَيـهِ فَــإِنَّ الـلَـهَ يَنـزَعُـهُ
اِعتَضتُ مِن وَجـهِ خِلّـي بَعـدَ فُرقَتِـهِ... كَأسـاً أَجَـرَّعُ مِنهـا مــا أَجَـرَّعُـهُ
كَم قائِـلٍ لِـي ذُقـتُ البَيـنَ قُلـتُ لَـهُ... الذَنـبُ وَاللَـهِ ذَنبـي لَسـتُ أَدفَـعُـهُ
أَلا أَقمـتَ فَـكـانَ الـرُشـدُ أَجمَـعُـهُ... لَـو أَنَّنِـي يَـومَ بـانَ الرُشـدُ اتبَـعُـهُ
إِنّــي لَأَقـطَـعُ أيّـامِـي وَأنفِـذها... بِحَسـرَةٍ مِنـهُ فِـي قَلـبِـي تُقَطِّـعُـهُ
بِمَـن إِذا هَجَـعَ الـنُـوّامُ بِــتُّ لَــهُ... بِلَوعَـةٍ مِنـهُ لَيلـى لَـسـتُ أَهجَـعُـهُ
لا يَطمِئـنُّ لِجَنبـي مَضـجَـعُ وَكَــذا... لا يَطمَئِـنُّ لَـهُ مُـذ بِنـتُ مَضجَـعُـهُ
ما كنت أحسب أن الدهر يفجعني بـــه... ولا أن بــي الأيــام تفجـعــه
حَتّـى جَـرى البَيـنُ فِيمـا بَينَنـا بِيَـدٍ عَسـراءَ تَمنَعُنِـي حَـظّـي وَتَمنَـعُـهُ
حَتّـى جَـرى البَيـنُ فِيمـا بَينَنـا بِيَـدٍ... عَسـراءَ تَمنَعُنِـي حَـظّـي وَتَمنَـعُـهُ
فِي ذِمَّـةِ اللَـهِ مِـن أَصبَحَـت مَنزلَـهُ... وَجـادَ غَيـثٌ عَلـى مَغنـاكَ يُمرِعُـهُ
مَـن عِنـدَهُ لِـي عَـهـدُ لا يُضيّـعُـهُ... كَمـا لَـهُ عَهـدُ صِـداقٍ لا أُضَيِّـعُـهُ
وَمَـن يُـصَـدِّعُ قَلـبـي ذِكــرَهُ وَإِذا... جَـرى عَلـى قَلبِـهِ ذِكـري يُصَدِّعُـهُ
لَأَصـبِـرَنَّ لِـدهرٍ لا يُمَتِّـعُـنِـي بِـهِ... وَلا بِـيَ فِــي حــالٍ يُمَتِّـعُـهُ
عِلماً بِـأَنَّ اِصطِبـاري مُعقِـبُ فَرَجـاً... فَأَضيَـقُ الأَمـرِ إِن فَكَّـرتَ أَوسَـعُـهُ
عَسى اللَيالـي الَّتـي أَضنَـت بِفُرقَتَنـا... جِسمـي سَتَجمَعُنِـي يَومـاً وَتَجمَـعُـهُ
وَإِن تُـغِـلُّ أَحَــدَاً مِـنّـا مَنـيَّـتَـهُ... فَمـا الَّـذي بِقَضـاءِ الـلَـهِ يَصنَـعُـهُ
ارجو ان ينال رضاكم
ارق التحايا
sly boy
sly boy- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 29/08/2009
الموقع : السماوة
رد: من اجمل ما قرأت...... ابن زريق البغدادي
مشكور عزيزي على النقل الجميل
والاختيار المميز
كلك ذووووووق
والاختيار المميز
كلك ذووووووق
رد: من اجمل ما قرأت...... ابن زريق البغدادي
أهلا بكِ أختي الكريمة
أنرت بمرورك الجميل وأطلالتك الرائعة
دمـــت بـــود
أنرت بمرورك الجميل وأطلالتك الرائعة
دمـــت بـــود
sly boy- عدد المساهمات : 141
تاريخ التسجيل : 29/08/2009
الموقع : السماوة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى